كانت المفاعلات النووية التى تبرد بالغاز هى أول المفاعلات التى أمكن من خلالها التحكم فى عمليات الإنشطار النووى المتسلسل. وتم بناء أول مفاعل نووى منها وتشغيله عام 1942 والذى عرف باسم مفاعل " فيرمى". وبدأ الاستخدام الفعلى لهذه المفاعلات فى توليد الطاقة الكهربائية منذ منتصف الخمسينات. حيث بدأت العديد من الدول وعلى رأسها بريطانيا ببناء الأجيال الأولى من هذه المفاعلات. وأهم الأنواع المعروفة من المفاعلات المبردة بالغاز هى:
- مفاعلات الماجنوكس
- مفاعلات التبريد الغازى المتقدمة
- مفاعلات التبريد الغازى عالية الحرارة
1 - مفاعلات الماجنوكس MAGNOX
تستخدم مفاعلات الماجنوكس الوقود النووى فى صورة يورانيوم معدنى تكون نسبة نظير اليورانيوم 235 فيه حوالى 7,.% وهى النسبة الموجودة فى اليورانيوم الطبيعى. وقد أدى استخدام فلز اليورانيوم الطبيعى كوقود إلى المحافظة على الظروف التشغيلية بقلب المفاعل لتلافى الأضرار التى تلحق بالوقود وأغلفته عند درجات الحرارة أو معدلات الاحتراق العالية ولذا صممت هذه المفاعلات لتعمل عند درجات حرارة تصل إلى 350 مْ.
يحتوى قلب المفاعل على عدد من كتل الجرافيت تحتوى على قنوات رأسية للوقود، وتتشكل أعمدة الوقود من فلز اليورانيوم الطبيعى المغلف بطبقة رقيقة من سبيكة الماجنوكس (ماغنسيوم - ألومنيوم - بريليوم - نحاس). ولذا تسمى هذه المفاعلات باسم الماجنوكس.
يستخدم غاز ثانى أكسيد الكربون كمبرد تحت ضغط يصل الى 13 ضغط جوى. تنتقل حرارة المفاعل عن طريق المبرد الى ستة مولدات للبخار على جانبى قلب المفاعل حيث يتم توليد البخار الذى يتجه بدوره الى التربينة مولداً الكهرباء ويعود المبرد مرة أخرى الى قلب المفاعل. ويستخدم الجرافيت كمهدئ، ويكون على شكل كتل بها قنوات تدخل من خلالها أعمدة الوقود وأعمدة التحكم.
2 - مفاعلات التبريد الغازى المتقدمة AGR
رغم التشغيل الأمن لمفاعلات الماجنوكس إلا أن الرغبة فى تحسين معاملات التشغيل أدت إلى إجراء بعض التطوير أجيال حديثة من المفاعلات المبردة بالغاز والذى عرفت بإسم مفاعلات التبريد الغازى المتقدمة.
يستخدم ثانى أكسيد اليورانيوم المثرى بنسبة قليلة (3 - 2% من نظير اليورانيوم -235) كوقود. يصنع الوقود على شكل كبسولات قصيرة مجوفة من الدخل، وتعبأ هذه الكبسولات فى أغلفة مصنوعة من الصلب غير قابل للصدأ المضاف إليه نسبة من الكروم والنيوبيوم مكونة أعمدة الوقود.
يستخدم غاز ثانى أكسيد الكربون تحت ضغط يصل إلى 39ضغط جوى كمبرد. تنقل حرارة قلب المفاعل عن طريق المبرد إلى مولدات البخار حيث يتولد البخار الذى بدوره يتجه إلى التربينة مولداً للكهرباء، ويعود المبرد مرة ثانية إلى قلب المفاعل. يستخدم الجرافيت كمهدئ حيث يحتوى قلب المفاعل على عدد من كتل الجرافيت التى يوجد بداخلها قنوات تحتوى على تجمعات الوقود.
3 - مفاعلات التبريد الغازى عالية الحرارة HTGR
يستخدم هذا النوع من المفاعلات اليورانيوم الذى يحتوى على نسبة عالية من اليورانيوم– 235 مخلوطا مع نظير الثوريوم– 232 كوقود. وترجع أهمية استخدام نظير الثوريوم– 232 فى صناعة الوقود إلى أنه يتحول إلى نظير اليورانيوم-233 عند امتصاصه للنيوترونات، ولأن نظير اليورانيوم-233 قابل للانشطار فإن تكونه بالمفاعل يعتبر إضافة للوقود الأصلي. ويصنع الوقود على شكل كبسولات قصيرة من " كربيد اليورانيوم والثوريوم " مغلفة بالجرافيت وتوضع هذه الاسطوانات فى تجاويف بكتل الجرافيت الذى يستخدم كمهدئ.
ويستخدم غاز الهليوم كمبرد وهو يتميز بأنه غاز خامل لا يتفاعل مع الجرافيت الذى يستخدم كمهدئ مهما ارتفعت درجة حرارته كما أنه لا يمتص النيوترونات وبالتالي لا يتحول إلى غاز مشع.