2023/01/23

المغرب يستعين بالتكنولوجيا النووية لضمان الأمن المائي بعد توالي سنوات الجفاف

يستعين المغرب بمختلف الوسائل والتقنيات، ومنها التكنولوجيا النووية، من أجل الحفاظ على أمنه المائي، بعد توالي سنوات الجفاف وفي ظل توقعات باستمرار تعرض المملكة لمزيد من الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية وتزايد الإقبال على الماء، حيث يتوقع أن يتضاعف الطلب على ماء الشرب ليصل إلى 1.7 مليار متر مكعب سنة 2025، وإلى حوالي 2.5 مليار متر مكعب في 2050.

ويعتبر المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية واحدة من المؤسسات الوطنية التي تساهم في إنجاح الاستراتيجية الوطنية المعتمدة في قطاع الماء، حيث يعمل على استخدام التقنيات النووية والنظائرية في التدبير المستدام للموارد المائية على المستوى الوطني، بهدف المساهمة في معالجة العديد من الإشكاليات المتعلقة بدورة المياه ونوعيتها. وتنصب الأنشطة التي يقوم بها المركز في معالجة الإشكاليات المتعلقة بدورة المياه ونوعيتها، بحسب المخطط الذي اشتغل عليه في سنة 2022، على تحديد أعمار ومواقع تزويد المياه الجوفية، ودراسة التفاعلات بين المياه السطحية والجوفية، بالإضافة إلى تحديد أصل الملوحة والتلوث، وفعالية التزويد الاصطناعي للفرشة المائية.

وتعتبر التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية في المناطق المهيأة لذلك تقنيةً حديثة يحث عليها الخبراء المتخصصون في مجال تدبير الماء، لاسيما بعد أن أدى تراجع التساقطات المطرية في المغرب إلى استنزاف مخزون هام من الثروة المائية الجوفية.

وأنجز المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية خلال سنة 2021 دراسات عدة لفائدة مديرية البحث والتخطيط المائي التابعة للمديرية العامة للماء، ولصالح وكالات الأحواض المائية، همت عددا من المشاريع، منها المشروع الهادف إلى تحديد مصادر وطريقة دوران مياه العيون ومدى علاقتها بموارد المياه السطحية بجبال الأطلس المتوسط. ومكّنت الدراسة التي أنجزها المكتب في هذا الصدد من الحصول على بيانات عدة همّت التركيب الكيميائي والنظائري للمياه الجوفية والسطحية، مما ساعد في تحديد طرق تزويد مياه العيون وارتفاعات شحنها، إضافة إلى فهم العلاقة بين المياه السطحية والجوفية، وتأثير التبخر الرشحي عليها، مما سيساهم في تحسين تدبيرها وحمايتها. وتسعى المؤسسة المذكورة كذلك إلى توفير معطيات محددة للاستخدام والتدبير الأحسن للمياه الجوفية العميقة، من خلال دراسة في منطقة الداخلة وادي الذهب والجهة الشرقية، تتعلق بالتوصيف النظائري والكيميائي للمياه وتحديد عمرها ومعدل تجديدها ومناطق تزويدها. ويحضر الماء بقوة في الاستراتيجية التي اعتمدها المركز في أفق 2030، التي تهدف إلى تعزيز مساهمة الاستخدامات السلمية للتقنيات النووية في دعم الاستراتيجيات القطاعية في ميادين الماء والصحة والفلاحة والبيئة والطاقة والمعادن. وتتجلى المهمة الرئيسية للمركز الذي تم إنشاؤه سنة 1986، تحت إشراف الوزارة المكلفة بالطاقة والمعادن، في تمكين المملكة من استعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية في المجالات العلمية والطبية والصناعية والزراعية، وغيرها. ويمكّن العمل الذي يقوم به المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية من فهم أسباب عدد من الإشكاليات المتعلقة بالماء، حيث مكنت دراسة أنجزها حول مصدر ملوحة المياه الجوفية الساحلية في شمال المغرب باستعمال التقنيات النظائرية من الوصول إلى نتيجة مفادها أن سبب الملوحة يرجع إلى كون مياه الخزان الجوفي بالمنطقة تتميز بمستويات عالية من الكلوريد وأيونات الصوديوم، التي تأتي بشكل رئيسي من الصخور المتبخرة والكربونية.

المصدر هسبريس - محمد الراجي

 

آخر تحديث فى: 2023/01/23

NPPA

هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء